bouda

bouda

حركة 20 فبراير المأزق والحلول

                          حركة 20 فبراير المأزق والحلول

 

 

 

 

 

فوجئ شباب 20 فبراير بالأسلوب الجديد الذي تعاملت به السلطات معهم، أثناء القيام بالتظاهرات المقررة ليوم الأحد 22 ماي، بجل المدن والأقاليم.

 

 

وقد قامت السلطات بإصدار أوامر للمنع، على شكل قرارات موقعة في الغالب من طرف العمال والولاة، وتم تجنيد القياد والمقدمين والشيوخ، لتبليغ المسئولين داخل الحركة بهذه القرارات، وثنيهم للعدول عن التظاهر. وقد تجاوز الأمر في أغلب المدن، فعل التبليغ ليشمل ممارسة الضغوطات أو الضغوطات و الاعتقال حتى. وقد علمنا أن  السلطات ببلدة  "العروي" مارست ضغوطات على نشطاء 20 فبراير مستعملة كل وسائل الإكراه والترهيب للتأثير عليهم من اجل إلغاء المسيرة التي تعد الأولى من نوعها بهذه البلدة الريفية. كما أن الاعتقالات قد طالت مجموعة من الشباب في عدة مدن.

 

 

فهل هذه الإجراءات، هي إيذان بتغيير في مقاربة السلطة لهذه الحركة، أم أن الأمر يتعلق ببعض الانزلاقات  الأمنية التي تحدث من حين لآخر، والتي تعبر عن الارتباك الحاصل داخل الأجهزة الأمنية وصراع المصالح وسط صفوف الماسكين بزمام الأمور بالبلاد.

 

 

على أية حال، فالمؤشرات بدأت تتضح الآن، وعلى شباب 20 فبراير أن يعيدوا النظر في حساباتهم، كما أنهم مدعوون لإعادة النظر في بعض الشعارات المرفوعة من طرف بعض مكونات الحركة، وكذا أساليب العمل والاشتغال.

 

 

فالملاحظ أن الحركة بدأت تخترقها بعض التنظيمات المحسوبة على السلفيين وكذا محاولة بعض الشبيبات الحزبية السطو على مكاسبها، وابتزاز قيادات هذه الأحزاب من خلال تضخيم الدور الذي تضطلع به داخل حركة 20 فبراير.

 

 

بالنسبة للتيار السلفي فإن موقفه، حيال الديمقراطية والحداثة كفكر وممارسة، معروفة  سلفا، وهو لا يتجاوز سقف اعتبارها وسيلة وقنطرة للوصول إلى السلطة، وبعد ذلك، تأتي مرحلة الانقلاب على كل شئ. والأمثلة كثيرة على ذلك، وما الساحة الجامعية إلا عينة منها.

 

 

أما بالنسبة لبعض الشبيبات الحزبية، فالمثل يقول:"فاقد الشئ لا يعطيه". فإذا كان من دور يمكن أن تقوم به هذه الشبيبات في الوقت الحاضر، فهو الثورة على قياداتها. فهي مطالبة إذن، بكنس عـتبة أبوابها،( تشطب غير قدام باب دارها). وهذا أكبر مساهمة ستقدمها لحركة 20 فبراير ولمسلسل التغيير والإصلاح في بلادنا. أما الاختباء وراء الحركة لإخفاء عجزها فلن يزيد الوضع إلا تأزما.

 

 

بالنسبة لحركة 20 فباير، فإن طبيعتها التكوينية باعتبارها مجموعة من الأطياف والمواقف السياسية الممتدة من اليسار حتى اليمين وباعتبارها خليط من الشرائح الاجتماعية، وإن كان يغلب عليها الطابع الشبابي فإن أغلب الناشطين ينحدرون من الطبقات  الوسطى وأبناء البورجوازية الصغيرة والمتوسطة ، والحال أن التذبذب الفكري والأيديولوجي هو الذي يسم هذه الفئات، والتي ترتكس وترجع إلى الوراء بمجرد ما يكون هناك تصعيد في القمع والتطويق. وبالتالي فإن قياديي الحركة وخاصة من يحملون همها ومن يؤمنون بأفكارها، مدعوون للقيام بوقفة تأمل من أجل تقييم التجربة وتسطير جدول أعمال المهام المستقبلية، التي يجب أن تتسم بـ"البراغماتية" والواقعية السياسية. كما أنها مدعوة للقطع مع بعض الشعارات والممارسات التي يغلب عليها الطابع "الطوباوي"، والتي تحاول بعض المكونات إلحاقه بها. إذ أن شعارات وأساليب الثورة ليست نفسها في شروط الإصلاح والتغيير، والمرحلة كما هو معروف هي مرحلة تغيير وإصلاح وذلك من أجل بناء دولة المِؤسسات التي تحترم فيها حقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية. وهذا، على الأقل، ما يظهر من خلال المعطيات الموضوعية والذاتية في الوقت الراهن. كما أن اختيار أسلوب حضاري في المطالبة بالتغيير لا يعني أن الطرف الآخر سيستقبل ذلك بالورود والترحاب. فالطريق إلى الديمقراطية ملئ بالأشواك، وواهم من يظن أن النضال على أرض الواقع هو نفسه، داخل العوالم الافتراضية للشبكة العنكبوتية.

محمد بوداري

شهر ماي 2011

 



11/09/2011
1 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 2 autres membres